(شـيـعـة الـيـوم بـاطـنــيـة الأمـس)
الباطنية[1]: مذهب سري ظاهره التشيع وباطنه الكفر البواح والانسلاخ من الدين، وضعه زنديق يقال له: ابن سبأ، أراد إفساد دين الإسلام كما أفسد بولس دين النصارى[2]، وتقنعوا بالتشيع وانتحال مذهب أهل البيت. وأكثر كتب المقالات القديمة والمعاصرة جعلت الباطنية قسيمًا للشيعة الإثنى عشرية، والتي شاع إطلاق لقب «الشيعة» عليها في عصرنا، وهذا أوقع كثيرًا من الباحثين في وهم كبير وهو أن الإثنى عشرية ليست باطنية، وأن الباطنية هم الإسماعيلية فقط. والحق أن الإثنى عشرية التي تلقب اليوم بالشيعة باطنية أيضًا، لأن ضابط الباطنية - كما يذكر الشهرستاني وغيره - أنهم الذين يقولون بأن لكل «ظاهر باطنًا، ولكل تنزيلٍ تأويلًا»، قال: «وإنما لزمهم هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنًا، ولكل تنزيلٍ تأويلًا»[3]، وهذا المنهج هو الأصل الذي تقوم عليه نحلة الإثنى عشرية التي تلقب في عصرنا بالشيعة، خاصة بعد تطور المذهب واتجاهه نحو الغلو بتأثير من متشيعة الفرس الذين كان لهم دور كبير في انحراف التشيع، وهو ثابت من خلال تأويلات الإثنى عشرية وأصولها واعتقادها ومنهجها، ويكفي النظر في أهم مصادرهم الأربعة المتقدمة وهو «الكافي»، وأهم مصادرهم الأربعة المتأخرة وهو «بحار الأنوار»، وأصل أصول التفاسير عندهم وهو «تفسير القمي»، يكفي النظر في هذه المصادر لمعرفة أنهم باطنيون مغرقون في الباطنية. جاء في «أصول الكافي» للكليني - وهو من أهم كتب الشيعة وأعلاها درجة عندهم - ما نصه: «عن محمد بن منصور قال: سألت عبدًا صالحًا[4] عن قول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف:33] قال: فقال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق»[5]. تقرر هذه الرواية الواردة في أصح كتبهم الأربعة - وأمثالها كثير - مبدأ أن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر مخالفة تامة، وتضرب المثل بما أحل الله وحرم في كتابه، وأن المقصود بذلك رجال بأعيانهم، فما جاء في القرآن مما أحل الله فهو رمز على الأئمة الاثني عشر، وما جاء في القرآن مما حرم الله فهو رمز على أعدائهم - بزعمهم -، وهم جميع خلفاء المسلمين ومن بايعهم إلى يوم الدين، وهذا التأويل هو أصل دين الباطنية. وقد شاع التأويل الباطني في كتبهم وأصبح من أصول دينهم التي يقوم عليها كيانهم العقدي، لأنه لا بقاء لمذهبهم إلا به، ولا يستقيم لهم دليل إلا بهذا التحريف الذي يسمونه تأويلًا، ولهذا عقد صاحب «البحار» بابًا لهذا بعنوان: «باب أن للقرآن ظهرًا وبطنًا»، وقد ذكر في هذا الباب 84 رواية[6]، وفي «تفسير البرهان» عقد بابًا مماثلًا لما في البحار بعنوان: «باب في أن القرآن له ظهر وبطن»[7]. وجاء في مصادرهم عن جابر الجعفي[8] قال: «سألت أبا جعفر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال لي: يا جابر: إن للقرآن بطنًا، وللبطن بطنًا وظهرًا، وللظهر ظهرًا، يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه»[9]. وتؤصل مصادرهم لهذا المنهج الباطني بلغة الأرقام، فتبلغ به ما يزيد عن سبعين بطنًا! يقولون: «لكل آية من كلام الله ظهر وبطن، بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة وسبعون بطنًا»[10]. وهذا المنهج الباطني في التعامل مع النصوص لا يتفق مع لغة أو عقل أو نقل. لقد استطاع الإثنى عشرية لمهارتهم في التقية أن يخفوا حقيقتهم الباطنية لا عن عوام المسلمين فحسب، بل عن كثير من علماء الأمة وأئمتها، فترى مثلًا إمامًا من الأئمة الكبار كشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ينسب مقالات الإثنى عشرية وتأويلاتها الباطنية إلى القرامطة الباطنية، حيث يقول: «من ادعى علمًا باطنًا، أو علمًا بباطن وذلك يخالف العلم الظاهر كان مخطئًا، إما ملحدًا زنديقًا، وإما جاهلًا ضالًا... وأما الباطن المخالف للظاهر المعلوم، فمثل ما يدعيه الباطنية القرامطة من الإسماعيلية والنصيرية وأمثالهم»، ثم ذكر أمثلة لذلك، فقال: «وهؤلاء الباطنية قد يفسرون: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12] أنه علي، وقوله: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة:12] أنهم طلحة والزبير، {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} [الإسراء:60] بأنها بنو أمية»[11]. هذه التأويلات التي ينقلها ابن تيمية وينسبها للباطنية موجودة بعينها عند الإثنى عشرية، فالتأويل المذكور للآية الأولى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} جاء عند الإثنى عشرية في خمس روايات أو أكثر[12]، وسجل في طائفة من كتبهم المعتمدة[13]، وليس في الآية أية دلالة على هذا التأويل[14]. وكذلك الآية الثانية: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ورد تأويلها بذلك في طائفة من كتبهم المعتمدة[15]، وبلغت رواياتها عندهم أكثر من ثماني روايات[16]. ومثلها الآية الثالثة: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ} جاء تأويلها عند الإثنى عشرية بما قاله شيخ الإسلام في أكثر من اثنتي عشرة رواية[17]، وتناقل هذا التأويل مجموعة من مصادرهم المعتمدة[18]. هذه التأويلات - كما ترى - ينسبها شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الباطنية القرامطة، وهي بعينها ثابتة في المصادر المعتمدة لدى الإثنى عشرية، مما يثبت أن الإثنى عشرية غارقة في الباطنية، لكنها تمثل الوجه الدعائي والعلني أمام عموم المسلمين، ولذا انخدع بعضهم بظاهر كلامهم، وجهل حقيقتهم. ولذلك أقول: إن تقسيم الرافضة إلى باطنية وإثنى عشرية لم يعد اليوم قائمًا بعد ظهور كتب الإثنى عشرية وانتشارها، وإنما هو مجرد تقسيم للاختلاف بينهما في عدد الأئمة وأعيانهم، لا لاختلافهم في النهج الباطني، وربما يصح هذا التقسيم في مرحلة تاريخية ما، قبل انحدار التشيع إلى دركات الغلو، وقبل التأثير الفارسي المجوسي في عهد الدولتين البويهية والصفوية. ولهذا جاء في كتاب «البحار» (أحد مصادر الإثنى عشرية المعتمدة عندهم) أبواب كثيرة هي بمثابة قواعد وأصول في تفسير القرآن عندهم وفق هذا المنهج الباطني الغالي، وكتاب البحار هو المرجع الوحيد لتحقيق معارف مذهبهم - كما يقوله بعض شيوخهم -[19]، وقد جمعت هذه الأبواب تأويلات باطنية لا صلة لها بمعاني الألفاظ، ولا بدلالة السياق، بل هي إلحاد وتحريف لكتاب الله جل وعلا، حقيقتها الاستهزاء بكلام الله والتكذيب بآياته، ولعله يكفي أن تقرأ عناوين بعض هذه الأبواب التي تتضمن العشرات من أحاديثهم[20] ورواياتهم لتدرك أن الإثنى عشرية هم أصل الباطنية. ولنستعرض بعضًا من هذه العناوين فيما يلي: باب «أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات، وأعداؤهم الفواحش والمعاصي»[21]، وتضمن هذا الباب (17) رواية. باب تأويل المؤمنين والإيمان والمسلمين والإسلام بهم وبولايتهم عليهم والسلام، والكفار والمشركين، والكفر والشرك، والجبت والطاغوت واللات والعزى، والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم[22]، وقد ذكر تحت هذا الباب مائة حديث لهم. باب أنهم - عليهم السلام - الأبرار والمتقون، والسابقون والمقربون، وشيعتهم أصحاب اليمين، وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال[23]، وذكر فيه (25) رواية لهم. باب أنهم - عليهم السلام - وولايتهم العدل والمعروف والإحسان والقسط والميزان، وترك ولايتهم وأعدائهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي[24]، وأورد فيه (14) حديثًا من أحاديثهم. باب أنهم - عليهم السلام - آيات الله وبيناته وكتابه... وفيه (20) رواية[25]. وباب أنهم السبع المثاني، وفيه (10) روايات[26]. وباب أنهم - عليهم السلام - الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة، وفيه (11) رواية[27]. باب «أنهم كلمات الله، وفيه (25) رواية[28]. باب أنهم حرمات الله، وفيه (6) روايات[29]. باب أنهم الذكر وأهل الذكر، وفيه (65) رواية[30]. وباب أنهم أنوار الله، وفيه (42) رواية[31]. باب أنهم خير أمة وخير أئمة أخرجت للناس، وفيه (24) رواية[32]. وباب أنهم المظلومون، وفيه (37) رواية[33]. وباب أنهم المستضعفون، وفيه (13) رواية[34]. وباب أنهم أهل الأعراف الذين ذكرهم الله في القرآن، وفيه (20) رواية[35]. باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم - عليهم السلام - وفيه (23) رواية[36]. باب نادر في تأويل النحل بهم - عليهم السلام[37]. باب أنهم النجوم والعلامات[38]. وأنهم الحفدة[39] في قوله سبحانه: {وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72]. وعليٌّ رضي الله عنه هو سبيل الله[40] في قوله سبحانه: {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}[41]. وهو الحسرة على الكافرين[42] في قوله: {وَإنَّهُ لَـحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الحاقة: 50]. وهو حق اليقين[43] في قوله سبحانه: {وَإنَّهُ لَـحَقُّ الْيَقِينِ} [الحاقة: 51]. وهـو الصراط المستقيم[44] في قوله سبحـانه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦]. وهو الهدى[45] في قوله: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٨٣]. والأئمة هم الأيام والشهور، وعقد شيخهم المجلسي بابًا في ذلك بعنوان: «باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام» ضمنه طائفة من رواياتهم[46]. والأئمة هم بنو إسرائيل[47] في قوله سبحانه: {يَا بَنِي إسْرَائِيلَ} [البقرة: 40][48]. وهم الأسماء الحسنى التي يدعى بها: يروون عن الرضا عليه السلام قال: إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] قال راويهم: قال أبو عبد الله: نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل - كذا - من أحد إلا بمعرفتنا، قال: فادعوه بها[49]. وقال شيخهم المجلسي: «والأئمة هم المـاء المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد وتأويل السحاب والمطر والفواكـه وسائر المنـافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم» ثم أورد طائفة من نصوصهم في ذلك[50]. وهكذا تمضي تأويلاتهم، بل تحريفاتهم، على هذا النحو الذي يكشف عوراتهم ويفضح إلحادهم. فماذا بعد هذا؟! أليس هذا هو عين مذهب الباطنية الذين «يجعلون الشرائع المأمور بها، والمحظورات المنهي عنها لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها.. والتي يعلم بالاضطرار أنها كذب وافتراء على الرسل - صلوات الله عليهم -، وتحريف لكلام الله ورسوله عن مواضعه، وإلحاد في آيات الله»[51]. إن هذا النوع من التأويل كفر بالله ورسوله وآياته، لأن حقيقته التكذيب بما جاء عن الله ورسوله، وقد سمى الإمام الشنقيطي هذا النوع من التأويل «لعبًا؛ لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم»[52]، وتكمن خطورة هذا الاتجاه الباطني في أنه يقتضي بطلان الثقة بالألفاظ، ويسقط الانتفاع بكلام الله وكلام رسوله، فإن ما يسبق إلى الفهم لا يوثق به، والباطن لا ضابط له، بل تتعارض فيه الخواطر، ويمكن تنزيله على وجوه شتى، وبهذا الطريق يحاول الباطنية التوصل إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها، وتنزيلها على عقائدهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، ولو كانت تلك التأويلات الباطنية هي معاني القرآن ودلالاتها لما تحقق به الإعجاز، ولكان من قبيل الألغاز، والعرب كانت تفهم القرآن من خلال معانيه الظاهرة. ومجمل القول: إن الإثنى عشرية ليست قسيمًا للباطنية كما جاء في كثير من كتب الفرق والمقالات، بل هي الباطنية نفسها، وأنه لم يعد هناك حدود فاصلة بين ما يسمى بـ«الجعفرية» و«الشيعة» وبين ما يسمى بـ«الباطنية» و«الإسماعيلية» فيما يتعلق بالمنهج الباطني. ولا تزال العقلية الشيعية المعاصرة - ولاسيما رجال دينهم من الملالي - تعيش أسيرة لتلك التأويلات التي وضعها علماؤهم السابقون، والتي عرضنا أمثلة لها فيما مضى؛ لأنهم اعتمدوا هذه المصادر إلى اليوم وسموها «صحاح الإمامية» كما مر، ولذلك فإنهم في كتاباتهم يسيرون على النهج الباطني المغرق في الباطنية. ومن الأمثلة الأخرى أن أحد علمائهم المعاصرين[53] يـتحدث عـن غيبة مهديهم - وهو كما يقـول بعض كتـاب الشيعـة مـن أشهر الكتاب الإمامية الذين عالجوا «الغيبة»[54] - فيعقد فصلًا بعنوان «المهدي في القرآن الكريم» ويورد في هذا الفصل خمسين آية من القرآن كلها يزعم تأويلها بالمهدي، ويتوصل بذلك إلى أن موضوع المهدي لا يختلف عن ضروريات الإسلام الأخرى، وإنكاره إنكار لضرورة من ضروريات الدين[55]. ونرى شيخهم المعاصر محمد رضا الطبيسي النجفي (ت 1365هـ) يفسر 76 آية من كتاب الله بعقيدة الرجعة عندهم[56]، وهذا شطط لم يبلغ مستواه شيوخهم القدامى الذين فسروا بالرجعة عشرين آية ونيفًا، وفي القرن الثاني عشر تطور الأمر إلى تأويل 64 آية بتلك العقيدة الباطلة على يد شيخهم الحر العاملي[57] وغيره، ثم كانت نهاية الشطط على يد هذا الطبيسي وغيره من شيوخهم المعاصرين. وهذا محمد حسين آل كاشف الغطا من مراجع الشيعة الكبار في العصر الحاضر ومن دعاة الوحدة والتقارب يفسر قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ 19 بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ 20 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 21} [الرحمن: 19 - 21] بالتفسير التالي: «علي بحر نور الإمامة، وفاطمة بحر نور النبوة والكرامة. يخرج منهما اللؤلؤ الأخضر بخضرة السماء، والمرجان الأحمر بحمرة الأرض»[58]. فهل هذا سوى تفسير باطني لا تربطه بالآية أدنى رابطة؟ ويفسر د. محمد الصادقي الآية المذكورة بمثل ما فسر به آل كاشف الغطا، حيث يقول: «اتصل بحر النبوة فاطمة الصديقة بنت النبي ببحر الإمامة - يعني عليًّا - بحران ملتئمان متلاقيان بينهما برزخ الرسالة القدسية المحمدية.. والخارج منهما اللؤلؤ والمرجان: الحسنان هما مجمع الولاية روحانيًّا والنبوة نسبيًّا»[59]. وفي تفسير «الميزان» لإمامهم الأعظم محمد حسين الطباطبائي كثير من التفسيرات الباطنية التي يختارها من كتب التفسير القديمة عندهم، ويذكرها تحت عنوان «بحث روائي»، ومن النماذج التي نقلها مقرًّا لها معتقدًا إياها ما ذكره تفسير «البرهان» عن قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} [التحريم: 10]. قال: «الآية مثل ضربه الله لعائشة وحفصة أن تظاهرتا على رسول الله وأفشتا سره»[60]، وعند قوله سبحانه: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27] قال الصادق: «نحن وجه الله»[61]. وهكذا يستقي الرجل التفسير الباطني من أمهات كتبهم ويتعمد النقل لبعض الروايات الضعيفة من كتب أهل السنة ليخدم بها مذهبه. وهناك تفسير «الكاشف» لمحمد جواد مغنية، وهو يعتمد أساسًا على روايات أهل السنة، وهذه أمارة التقية عند بعض علماء الشيعة، وهو وإن كان يحتج ببعض الآيات على معتقده الشيعي مثل تفسيره لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] بقوله: «معنى الآية: أن الله سبحانه أكمل الدين مع هذا اليوم بالنص على علي بالخلافة»، فهو وإن كان كذلك إلا أنه بالنسبة لتفاسيرهم المتضمنة لروايات الشيعة فقط يعتبر معتدلًا، والاعتدال قد جاءه من اعتماده على مرويات أهل السنة وإقلاله من الاستدلال بمروياتهم. وهذا التفسير يظهر عليه واضحًا الدعاية المذهبية والتبشير بالتشيع، فليس ببعيد أن يكون موضوعًا على «التقية». ونكتفي بهذه الشواهد التي عرضناها من تفسيرات معاصريهم؛ لأن غرضنا معرفة مدى سير الأواخر على غلو الأوائل في النهج الباطني. ففي الأوائل كتب تفسير باطنية محضة مثل تفسير القمي والعياشي، والبحراني، ومحسن الكاشاني وغيرهم وكتب تفسير معتدلة بالنسبة لتلك التفاسير الباطنية مثل تفسير «البيان» للطوسي، و«مجمع البيان» للطبرسي، والفئة الأولى اعتمدت على روايات الشيعة فقط والفئة الثانية اعتمدت على روايات السنة والشيعة، أما كتب التفسير المعاصرة فهي فيما تعتمده من رواياتهم في تفسير الآيات تتلبس بالروح الباطنية، وحينما تحاول أن تبشر بالتشيع وتحتج على أهل السنة ببعض الروايات عندهم فتتخلص إلى حد ما من الروح الباطنية. والخلاصة أنك لا تجد تفسيرًا شيعيًّا اعتمد على رواياتهم ومصادرهم يخلو من الطريقة الباطنية في التفسير. باطنية الإثنى عشرية أشد خطرًا من باطنية الإسماعيلية: وقد تبين اليوم أن الإسماعيلية المعروفين قديمًا بالباطنية والملاحدة والفاطمية والعبيدية مع ضلالهم وزندقتهم أقل خطرًا من الإثنى عشرية التي تلقب في عصرنا بـ«الشيعة»، لأن الإسماعيلية مغرقون في الباطنية، فأتباعهم أشبه بالعوام، ولذا رجع أعداد منهم للسنة، بخلاف الشيعة الإمامية، فإنهم وإن كانوا باطنية رافضة مثلهم، إلا أنهم أشد تطرفًا، وأعظم خطرًا، وأشد ضررًا، وأحكم تخطيطًا، وأكثر جمعًا، والبلاء بهم أعظم، والفساد فيهم أكبر. كما أن عددًا من فرق الباطنية المحضة لا تتبنى الدعوة لمذهبها، بل تعيش في سراديب السرية والكتمان، كالدروز المنبثقة من الإسماعيلية، بخلاف الباطنية الإثنى عشرية الذين يسعون سعيًا حثيثًا لنشر مذهبهم، وتصدير ثورتهم، بل فرضها بقوة الحديد والنار على أي بلد يمكن لهم فيه، وقد نص دستورهم على «أن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة الإسلامية... لا يتحملان فقط مسؤولية حفظ وحراسة الحدود، وإنما يتكفلان أيضًا بحمل رسالة عقائدية، أي: الجهاد في سبيل الله والنضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم»[62]، والواقع خير شاهد. خداع باطنية الإثنى عشرية لباطنية الإسماعيلية: يحاول شيعة اليوم ما وسعتهم المحاولة أو الحيلة العمل على خداع الباطنية الإسماعيلية وتجنيدهم في صفوفها، مع أن أصولهم تقوم على تكفير الإسماعيلية؛ لأن الإثنى عشرية يعتقدون بأن من أنكر إمامًا من أئمتهم فهو في عداد الكافرين[63]، بل من أنكر مهديهم الذي لا وجود له فهو عندهم مثل إبليس[64]. والباطنية الإسماعيلية تنكر ستة من أئمة الإثنى عشرية بمن فيهم مهديهم المزعوم، وإذا عرفت أنهم يكفرون الصحابة؛ لأنهم بزعمهم أنكروا إمامة واحد من أئمتهم (وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، فكيف بمن أنكر ستة ممن يدعون إمامتهم؟! ومع ذلك يسعون بكل وسيلة لاحتوائهم. محاولة الإثنى عشرية احتواء جميع فرق الغلو: تجد شيوخ الشيعة المعاصرين وآياتهم إذا تحدثوا عن طائفتهم ورجالها ودولها، نسبوا لها كل الفرق والدول والرجال المنتمين للتشيع، وإن كانوا من الإسماعيلية الباطنية، أو من الزنادقة الدهرية، أو من المجسمة الغلاة، وذلك لاتفاقهم معهم في المورد والمنهج والاعتقاد. فهم إذا تحدثوا مثلًا عن دول الشيعة ذكروا الدولة العبيدية المسماة زورًا بالفاطمية[65] في صدر دولهم، مع أنها ليست على دين الإثنى عشرية[66]. وإذا جاؤوا على ذكر رجالهم، رأيتهم يذكرون كثيرًا من رؤوس الضلال والزندقة ممن تنسب إليهم فرق خاصة ليست من الإثنى عشرية، فترى على سبيل المثال مرجع الشيعة محسن الأمين يقول عن «الهشامية» أتباع هشام بن الحكم، و«اليونسية» أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي، و«الشيطانية» أتباع محمد بن النعمان شيطان الطاق وغيرهم من غلاة الغلاة، «أنهم عند الشيعة الإمامية كلهم ثقات صحيحو العقيدة فكلهم إمامية وإثنى عشرية»[67]. مما يدلك أيضًا على اختفاء العوازل الفارقة بينهم، وأنهم اليوم يحتضنون كل فرقة تنتسب إلى التشيع، وإن كانت من فرق الكفر والغلو عند قدماء الشيعة الإثنى عشرية[68]. وقد شهد بعض مفكري الشيعة في العصر الحاضر بأن المذهب الإثنى عشري قد استوعب آراء وعقائد فرق الغلاة وغيرها، حيث قال: «ولكن يجب أن نشير قبل أن نضع القلم بأن ما مر بنا من أفكار الشيعة مما كان خاصًّا بفرقة بعينها لم يلبث أن دخل كله في التشيع الإثنى عشري، ودعم بالحجج العقلية وبالنصوص. والتشيع الحالي إنما هو زبدة الحركات الشيعية كلها من عمار إلى حجر بن عدي إلى المختار وكيسان إلى محمد بن الحنفية[69] وأبي هاشم إلى بيان بن سمعان، والغلاة الكوفيين إلى الغلاة من أنصار عبد الله بن الحارث إلى الزيديين والإسماعيليين، ثم الإمامية التي صارت إثنى عشرية، وقام بعملية المزج متكلمو الشيعة ومصنفوها»[70]. فتأمل كيف دخلت عقائد الغلاة وامتزجت بالتشيع الإثنى عشري حتى صارت منه بمنزلة الروح من الجسد! وقد كتب أحد علماء الإثنى عشرية المعاصرين، وهو المدعو حسن الشيرازي رسالة سماها «العلويون شيعة أهل البيت» - والعلويون لقب النصيرية - وذكر في رسالته هذه أنه التقى بالنصيرية في سوريا ولبنان، وذلك بأمر من مرجعهم الديني محمد الشيرازي، وذكر بأنه وجدهم كما يظن من شيعة أهل البيت الذين يتمتعون بصفاء الإخلاص وبراءة الالتزام بالحق، وينتمون إلى علي بن أبي طالب بالولاية، وبعضهم ينتمي إليه بالولاية والنسب، وأن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي الإمامية والجعفرية[71]. هذا ولم ينكر على هذا الشيرازي أحد من مراجع الإثنى عشرية، بل هم اليوم يقفون معهم ويمدونهم بالمال والسلاح والرجال، ولا يقيمون لاختلافهم العقدي معهم وزنًا، مع أنه قد عرف واشتهر عن النصيرية الكفر والزندقة[72]، بل إن روايات الشيعة المدونة في مصادرها المعتمدة لديها اليوم تكفر النصيرية، وتعدها فرقة خارجة عن الإسلام[73]. اختفاء الفوارق بين الإثنى عشرية والغلاة: لقد اختفت الفوارق بينهم وبين الغلاة، ولم يعد للاعتدال مكان لديهم منذ اعتمادهم على ما يسمونه «صحاح الإمامية الثمانية»، ولذا ذهب بعض كبار مراجع الشيعة في هذا العصر إلى أنه لا يوجد على ظهر الأرض فرقة من الفرق الغالية، يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء: «إن جميع الفرق الغالية قد بادت، ولا يوجد منها اليوم نافخ ضرمة»[74]. هكذا ينفي وجود أي فرقة من فرق الغلو مع وجود النصيرية والدروز والأغاخانية وغيرهم من فرق الغلو والتطرف، وذلك لمشاركتهم أو اتفاقهم معهم في الغلو، وتشابههم في الكفر، واشتراكهم في الموارد، واتفاقهم في الأهداف ضد الأمة ودينها، وإن كانوا فيما بينهم يكفر بعضهم بعضًا، ويلعن بعضهم بعضًا. وقد علق د. سليمان دنيا على ما قاله كاشف الغطا بقوله: «فما يكون الأغاخانية أليسوا قائلين بالحلول؟! أم ليسوا مع قولهم بالحلول ملاحدة؟! أم ليسوا منتسبين إلى الشيعة؟! ثم أليسوا على رقعة الأرض اليوم؟!»[75]. ولم ينتبه سليمان دنيا إلى الحقيقة الغائبة لدى الكثيرين وهي أن شيعة اليوم باطنية غلاة، كما يدرك ذلك من يراجع مصادرهم المعتمدة لديهم. ذلك أنه لم يعد هناك فرق بين طوائف الغلو وبين الشيعة المعاصرين الذين يعتمدون في تلقي دينهم على ما يسمونه «صحاح الإمامية الثمانية» وما في منوالها، فكلهم غلاة متطرفون، وقد استقر أمرهم على الغلو والتطرف منذ اعتمادهم على هذه المصادر، مثل: «تفسير القمي» و«كافي» الكليني و«بحار» المجلسي وغيرها مما ورثوه عن زنادقة القرون البائدة. وحدة مصادر التلقي بين الإثنى عشرية والإسماعيلية: ويشير بعض علماء الإثنى عشرية المعاصرين إلى وحدة الأصل في التلقي بين الإسماعيلية والإثنى عشرية فيقول: «وإذا لم يكن الفاطميون على المذهب الإثنى عشري، فإن هذا المذهب قد اشتد أزره ووجد منطلقًا في عهدهم فقد عظم نفوذه ونشط دعاته... ذلك أن الإثنى عشرية والإسماعيلية وإن اختلفوا من جهات، فإنهم يلتقون في هذه الشعائر بخاصة في تدريس علوم آل البيت، والتفقه بها، وحمل الناس عليها»[76]. وليس هذا فقط، بل إن بعض مصادر الإسماعيلية قد أصبحت عمدة عند المعاصرين من الإثنى عشرية مثل كتاب «دعائم الإسلام» للقاضي النعمان بن محمد بن منصور، المتوفى سنة (363هـ) وهو إسماعيلي، كما تؤكد ذلك بعض مصادر الإثنى عشرية نفسها[77]، ومع ذلك فإن كبار شيوخهم المعاصرين يرجعون إليه[78]. فالحقيقة الغائبة التي لم تسجلها كثير من كتب المقالات أن طائفة الإثنى عشرية المعاصرة التي تلقب في عصرنا اليوم بالشيعة باطنية في مصادرها وعقائدها ومنهجها، وأن الخطر الباطني يعود من جديد لغزو الأمة تحت قناع التشيع[79]. :: مجلة البيان العدد 343 ربـيـع الأول 1437هـ، ديسمبر 2015م. [1] الباطنية اسم عام يدخل فيه باطنية الصوفية، وباطنية الفلاسفة، وباطنية الرافضة. وحقيقة الأمر أن باطنية الفلاسفة، وباطنية الصوفية ترجع جذورهم وأصولهم إلى باطنية الرافضة. ومصطلح الرافضة يشمل طائفتين: هما الإسماعيلية والإثنى عشرية، وكلتا الطائفتين منبثقة من شيعة ابن سبأ. ولا يدخل في الروافض الزيدية أتباع زيد بن علي، لأن الرافضة هم امتداد للسبئية إلا أنهم دخلوا في عموم الشيعة بعد مقتل الحسين، وتظاهروا بالتشيع، ثم جاهروا بمعتقدهم أثناء خروج زيد بن علي على هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي في أحداث سنة 121 أو 122هـ، فلما أظهروا اعتقادهم في الصحابة لقبهم بالرافضة. ثم انقسمت الرافضة بعد ذلك، وبالتحديد سنة 148هـ بعد وفاة جعفر الصادق الذي يدعون التشيع له إلى طائفتين: الأولى: الإسماعيلية، وقالت بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، وهي التي اشتهر تسميتها في كتب المقالات بالباطنية. والثانية: هي الموسوية أو القطعية، وقالت بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وهم أسلاف الإثنى عشرية، والتي اشتهر تسميتها في عصرنا بالشيعة. فصار المنتسبون للتشيع في عصرنا ثلاث طوائف: الأولى: الزيدية، وهم ليسوا برافضة ولا باطنية، بل هم أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة، باستثناء طائفة الجارودية أسلاف الحوثية، فهم روافض جمعوا بين زندقة الإثنى عشرية وضلال الجارودية (انظر مقال: براءة الزيدية من الحوثية). الثانية: الإسماعيلية، وهي التي تلقب بالباطنية. الثالثة: الإثنى عشرية، وهي التي تلقب في عصرنا بالشيعة، وهم في الحقيقة باطنية أيضًا. ------------------- [2] «مجموع الفتاوى» (4/518). [3] انظر: «الملل والنحل» (1/192). [4] يعنون به موسى الكاظم الذي يعتبرونه إمامهم السابع (انظر: أصول الكافي هامش 1/374). [5] «أصول الكافي» (1/374)، «الغيبة» للنعماني (ص83)، «تفسير العياشي» (2/16). [6] انظر: «بحار الأنوار» (92/78-106). [7] «البرهان» (1/19). [8] جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، توفي سنة (127هـ) ، قال ابن حبان: «كان سبئيًّا من أصحاب عبد الله بن سبأ. كان يقول: إن عليًّا يرجع إلى الدنيا»، وروى العقيلي بسنده عن زائدة أنه قال: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب رسول الله، وقال النسائي وغيره: متروك. وقال يحيى: لا يكتب حديثه ولا كرامة، قال ابن حجر: ضعيف رافضي (انظر: ميزان الاعتدال: 1/379-380، تقريب التهذيب 1/123، الضعفاء للعقيلي: 1/191-196). [9] «تفسير العياشي» (1/11)، «المحاسن» للبرقي (ص300)، «البرهان في تفسير القرآن» (1/20-21)، «تفسير الصافي» (1/29)، «بحار الأنوار» (92/95)، «وسائل الشيعة» (18/142). [10] «مرآة الأنوار» لأبي الحسن الشريف (ص3). [11] «مجموع الفتاوى» (13/236-237). [12] انظر: «اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية» هاشم البحراني (ص321-323). [13] انظر من ذلك: «تفسير القمي» (2/212)، «معاني الأخبار» لابن بابويه (ص95)، «تفسير البرهان» (4/6-7)، «تفسير الصافي» (4/247)، «تفسير شبر» (ص416). [14] قال السلف في تفسير الآية: إن الإمام المبين ها هنا هو أم الكتاب، أي: وجميع الكائنات مكتوبة في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ (انظر: «تفسير ابن كثير» 3/591). [15] انظر: «البرهان» (2/106، 107)، «تفسير الصافي» (2/324)، «تفسير العياشي» (2/77-78)، وانظر: «تفسير القمي» (1/283). [16] راجع المصادر السابقة. [17] انظر: «البرهان» (2/424-425). [18] انظر: «تفسير القمي» (2/21)، «تفسير العياشي» (2/297)، «تفسير الصافي» (3/199-202)، «البرهان» (2/424-425)، «تفسير شبر» (ص284)، وانظر: «مقتبس الأثر» (دائرة المعارف الشيعية) (20/21). [19] «مقدمة البحار» البهبودي (ص19). [20] ومفهوم الحديث عندهم هو روايات الزنادقة التي نسبوها زورًا وبهتانًا لبعض أهل البيت، وليست أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. [21] «بحار الأنوار» (24/286-304). [22] «بحار الأنوار» (23/354-390). [23] المصدر السابق: (24/1-9). [24] «بحار الأنوار» (24/187-191). [25] «بحار الأنوار» (23/206-211). [26] «بحار الأنوار» (24/114-118). [27] «بحار الأنوار» (24/87-91). [28] «بحار الأنوار» (24/173-184). [29] «بحار الأنوار» (24/185-186). [30] «بحار الأنوار» (23/172-188). [31] «بحار الأنوار» (23/304-325). [32] «بحار الأنوار» (24/153-158). [33] «بحار الأنوار» (24/221-231). [34] «بحار الأنوار» (24/167-173). [35] «بحار الأنوار» (24/247-256). [36] «بحار الأنوار» (24/257-272). [37] «بحار الأنوار» (24/110-113). [38] «بحار الأنوار» (24/67-82). [39] «تفسير العياشي» (2/264)، «البرهان» (2/376)، «الصافي» (1/932). [40] «تفسير العياشي» (2/269)، «البرهان» (2/383)، «البحار» (9/111). [41] إبراهيم: آية 3، وفي عدة مواضع أخرى من كتاب الله سبحانه. [42] «تفسير العياشي» (2/269)، «البرهان» (2/383). [43] «تفسير العياشي» (2/269)، «البرهان» (2/383). [44] «تفسير العياشي»: (1/24)، «البرهان»: (1/52). [45] «تفسير العياشي» (1/42)، «البرهان» (1/89). [46] «البحار» (24/338 – 243)، وانظر: الطوسي: «الغيبة» 104، والقمي: «الخصال»: (2/32 – 33). [47] «تفسير العياشي» (1/44)، «البرهان» (1/95)، «البحار» (7/178). [48] البقرة: آية 40، وفي عدة مواضع من كتاب الله. [49] «تفسير العياشي»: (2/42)، وانظر: «الصافي»: (1/626)، «البرهان»: (2/51). [50] «البحار»: (24/100 – 110). [51] «مجموع الفتاوى» (3/29). [52] انظر: «منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات» (ص34-35)، «أضواء البيان» (1/191). [53] ويدعى علي محمد دخيل. [54] «تاريخ الإمامية» عبدالله فياض (ص162). [55] «الإمام المهدي» عن المصدر السابق (ص162). [56] انظر: كتابه «الشيعة والرجعة» مطبعة الآداب، النجف، 1385هـ. [57] «دائرة المعارف العلوية» جواد تارا (ص256). [58] محمد حسين آل كاشف الغطا في مقدمته لكتاب «حياة الإمام الحسن بن علي» لمؤلفه باقر شريف القرشي، مطبعة الآداب، النجف، ط2، 1384هـ. [59] «الفرقان» (7/32) محمد الصادقي (الهامش). [60] «الميزان» (19/346). [61] «الميزان» (19/103). [62] «الدستور لجمهورية إيران الإسلامية» )ص(16. [63] انظر: «الاعتقادات» (ص111)، «بحار الأنوار» (27/62)، «تلخيص الشافي» (4/131). [64] «إكمال الدين» (ص13). [65] حقق كثير من الأئمة كابن كثير وغيره أن الفاطميين أدعياء للنسب الفاطمي، وقد نقل د. لويس في كتابه «أصول الإسماعيلية» عن كتاب إسماعيلي سري اسمه «غاية المواليد» اعترافًا لهم بأن عبيد الله (مؤسس الدولة الفاطمية) لم يكن علويًّا. «أصول الإسماعيلية» (ص74)، ثم بين د. برنارد لويس حقيقة استعمالهم لكلمة أب وابن وأنهم يستعملونها في غير معناها الحقيقي بل بمعنى (الأبوة الروحانية) «أصول الإسماعيلية» (ص117). [66] انظر دول الشيعة في: كتاب «الشيعة في الميزان» لمحمد جواد مغنية (ص127)، «أعيان الشيعة» (1/21). [67] «أعيان الشيعة» (1/21) . [68] انظر: «بحار الأنوار» (25/285). [69] أما نسبة المؤلف عمار وحجر بن عدي ومحمد ابن الحنفية إلى التشيع فهو إنما يرجع إلى دعاوى الرافضة ومزاعمهم، وقد تأثر بها المؤلف بحكم تشيعه، وهي دعاوى غير صحيحة، فلم يؤثر عن هؤلاء شيء مما تقوَّله عليهم أهل الكذب والتقية. [70] «الصلة بين التصوف والتشيع» مصطفى الشيبي (ص235). [71] «العلويون شيعة أهل البيت» حسن الشيرازي (ص2-3 ). [72] انظر: «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» (35/145وما بعدها) . [73] انظر ذلك في: «بحار الأنوار» (25/285) . [74] «أصل الشيعة وأصولها» (ص38)، وانظر: «مسألة التقريب» (1/375 وما بعدها)، «أصول مذهب الشيعة» (3/19-25) . [75] «بين السنة والشيعة» (ص 37). ولكن غاب عن د. سليمان دنيا - رحمه الله - كما غاب عن بعض علماء المسلمين الذين قدموا صاحب هذا القول (محمد حسين كاشف الغطا) إمامًا لهم في مؤتمر القدس الأول، غاب عنهم حقيقة هذا الرجل ودينه وطائفته، لأنه يتعامل معهم كغيره من شيوخهم وفق بروتوكول التقية، أما لو رجعوا لأقواله لوجدوا قوله هذا منسجمًا تمامًا مع مقتضى عقيدته، فإذا كان النصارى قالوا بالحلول فإن هذا الرجل - والذي هو مرجع الشيعة في عصره - قد تعهد على نفسه أن يتجاوز مرحلة غلو النصارى، حيث أكد بأنه سيقول في أئمته ما لم تقله غلاة النصرانية في المسيح، ولا أدري هل بعد غلو النصارى في مسيحها غلو؟! وهم الذين جعلوا المسيح إلهًا من دون الله، ثم حاول هذا الرافضي أن يتجاوز غلو النصارى في مسيحها، فأورد كلامًا جعل فيه أئمته هم الكعبة التي تحجها الأملاك وميقاتها العرش وخلقت بهم الأشياء، كما يقول بأن كربلاء أفضل من الكعبة (انظر نص كلامه ونماذج أخرى من غلوه وهذيانه، ومصادر ذلك في: «مسألة التقريب» 2/72-73). [76] «الشيعة في الميزان» محمد جواد مغنية (ص163). [77] قال الشيعي الإثنى عشري ابن شهراشوب (588هـ): «القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي» (معالم العلماء ص139). [78] مثل الخميني في كتابه «الحكومة الإسلامية» انظر: (ص67). [79] راجع مقالي: «عودة الغزو الباطني» المنشور بجريدة اليوم. 12345 مرات التقييم:«39»
العلويون والشيعة.. تكفير مذهبي والتقاء سياسي! Mon, 11 Jan 2016 عبدالمنعم شفيق: لطالما اعتبر الجميع أن حافظ الأسد هو رائد العلاقات العلوية-الشيعية ومؤسس الحلف الإستراتيجي بينه وبين إيران الشيعية، منذ أن وصل الخميني إلى حكم إيران من خلف ولاية الفقيه... لكن في الواقع لم يكن حافظ الأسد أكثر من حلقة في سلسلة حلقات هذا الحلف، الذي بدأ منذ مطلع القرن العشرين، ولم يكن حافظ رائده بل كان مؤسسو هذا التحالف هم مشايخ ورجال دين من الطائفة العلوية والشيعية، بمساعدة وتخطيط من دول استعمار سايكس بيكو! مراجع الشيعة تزدري النصيرية! ينتسب النصيريون إلى محمد بن نصير النميري (مولى لهم) (ت 260هـ)، واسم النصيريين هو الاسم الرسمي المعتمد للعلويين في كل المصادر الشيعية منذ أن ظهرت هذه الفرقة أواسط القرن الثالث الهجري. ومنذ أن ظهرت هذه الفرقة وشاعت كاحدى فرق الغلاة في العراق أولًا، ثم الشام، لم ينظر الشيعة الاثني عشرية إليهم على أنهم من الشيعة، فلم يسجل أي مصدر من كتب الرجال والتاريخ الشيعية القديمة، ما يوحي بوجود ودٍ بين الطرفين، أو اعتراف من جانب الشيعة بالفرقة النصيرية على أنها من فرق الشيعة، ويتضح ذلك من خلال ما كتبه الشيعة عن (محمد بن نصير )رأس الفرقة النصيرية (العلوية)، فقد أجمع كل من الطوسي والنوبختي وابن أبي الحديد وابن داوود الحلي والخاقاني والكشي وابن شهرآشوب... وآخرون على أن ابن نصير كذاب غالي ملحد ادعى النبوة وأباح المحارم... ولم يخرجوا جميعهم عن القول التالي وإن اختلفت العبارة فيما بينهم: «وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير الفهري النميري وذلك أنه ادعى أنه نبي ورسول وأن علي بن محمد أرسله وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية ويقول بإباحة المحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضًا في أدبارهم و يقول: إنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات وأن الله لم يحرم شيئًا من ذلك... وذُكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانًا وغلام له على ظهره فرآه على ذلك، فقال: إن هذا من اللَّذات وهو من التواضع لله و ترك التجبر وافترق الناس فيه بعده فرقًا» مراجع النصيرية: كربلاء يوم فرح! وبالمقابل فإن أعلام العلويين بعد ابن نصير بادلوا الشيعة الاثني عشرية نفس الموقف ونفس الكُره واعتبروهم على ضلالة وتقصير في الاعتقاد وكثيرًا ما يشيرون إليهم باسم (المقصرة) ولربما لعنوهم وشتموهم كما نلاحظ في أشعار الخصيبي (260-246هـ) الذي يشبههم بالحيوانات كقوله: فعُصبَة منهم مُقصرةٌ * تاهوا عن الحق كالبراذين ويمدح الغلاة (النصيريين) و يلعن المقصرة (الشيعة) فيقول: عن الغلو فديت القائلين به * ولعنة الله تخزي من يقصرنا حتى أن الخصيبي يسخر من طقوس اللطم والنواح التي يؤديها الشيعة يوم عاشوراء في ذكرى مقتل الحسين بن علي،بقوله: وباكي يبكي على ربه * لست بحمد الله من حزبه بكى على المقتول في كربلاء * لا خفف الرحمن من كربه أضف أن العلويين يعتبرون يوم كربلاء وقتل الحسين يوم فرح وسرور لا يوم ترح وبكاء كما يذكر ذلك المكزون السنجاري بقوله: وليوم عاشور فعندي والذي بسط البسيطة يوم عيدي والهنا وبالمجمل لم يعتبر الشيعة العلويين منهم، وكذلك لم يعتبر العلويون أنهم من الشيعة، وحتى بالاعتماد على المنهج العلمي البحت؛ فإن أصول العقيدة العلوية (السِّرية) ليست هي أصول العقيدة الاثني عشرية. وإن كانت كتب التاريخ ذكرت عن علاقة جمعت الخصيبي شيخ الطائفة النصيرية، بسيف الدولة الحمداني الذي كان اثنا عشريا؛ فان الخصيبي قدم نفسه لسيف الدولة على أنه شيعي اثنا عشري بدليل أن كل المؤلفات التي أهداها لسيف الدولة كانت في باب التشيع الاثني عشري لا الباطني النصيري. وما يقال عن علاقة الخصيبي بسيف الدولة يقال عن علاقته المفترضة بعز الدولة وعضد الدولة وعموم البويهيين الذين كانوا شيعة اثنا عشريين. علاقات تاريخية مقطوعة وصلها البعث! بدأت الروابط بين العلويين والشيعة تنقطع مع هجرة النصيريين من العراق إلى الشام في نهاية القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي، وخلال الفترة بين القرن الحادي عشر ونهاية القرن التاسع عشر الميلادي لم يكن من علاقات ربطت العلويين الذين انعزلوا في جبال الساحل الشامي بالشيعة الذين تركزوا في العراق وإيران وأصبحوا على هامش التاريخ، بعد أن غاب إمامهم المفترض في سرداب سامراء. إن البعث العلوي في بلاد الشام، والتمهيد والتمكين لهم في العصر الحديث لا ينفصل البتة عن البعث الشيعي في إيران والعراق ولبنان، ثم ربط كلا الطرفين ببعضهما تحقيقا لسياسة الدول الاوربية الاستعمارية في إنهاء الوحدة السياسية للدولة العثمانية ومن ثم تقسيم التركة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا في سايكس بيكو، وقيام كل منهما بإيجاد ركائز لاستعمار المشرق العربي اعتمادًا على إضعاف الغالبية المسلمة، والتمكين للأقليات الطائفية لتكون الوريث والخليفة لهذا الاستعمار ينوب عنه في حكم المنطقة. ولم تكن فكرة استعمال الأقليات فكرة طارئة في العقلية السياسية الأوربية ذلك أن مرحلة الحروب الصليبية في القرون الوسطى كانت ماثلة تمامًا في عقليتهم يدل على ذلك ما قاله غورو عند قبر صلاح الدين: «ها قد جئتك يا صلاح الدين منتصرًا» وما قاله اللنبي بعد أخذ الإنكليز القدس من العثمانيين: "الآن فقط انتهت الحروب الصليبية". فمن خلال تاريخ الحروب الصليبية نعلم أن بلاد الشام عندما أخذها الصليبيونن أخذوها من الفاطميين وهم من الأقليات الدينية الباطنية، وطوال فترة وجود الفاطميين بمصر كانت أوضاع الصليبيين على أحسن ما يكون، ولم يواجهوا مقاومة تذكر، ولم تظهر حركة التحرير إلا عندما تم إسقاط هذه الدولة-الطائفة، وظهرت دولة جديدة تنتمي للغالبية المسلمة التي تعيش في المنطقة. وبما أن المستعمر الحديث كان على يقين من أن بقاءه في المنطقة هو مسألة وقت، كما كان بقاء الصليبيين مسألة وقت، فقد خططوا منذ وقت مبكر إلا يقعوا فيما وقع به صليبيو القرون الوسطى، لذلك كانت فكرة اعتماد الأقليات الدينية الموجودة في المنطقة هي خير وسيلة لبقاء النفوذ والاحتلال بشكل غير مباشر... سيما أن هذه الأقليات قد عُرف عنها منذ قرون أن لا مشكلة جوهرية بينها وبين أوربا، بل المصالح المشتركة هي أكبر وأكثر كما أثبت التاريخ ذلك، كمثال: الفاطمييون والصليبييون. الشيعة الصفويون ودورهم في فك الحصار العثماني عن فيينا. الدروز والحلف الذي ربط فخر الدين المعني بإيطاليا ضد الدولة العثمانية. ومحمد علي باشاالبكتاشي في مصر وعلاقاته مع فرنسا وانكلترا وتآمره على الدولة العثمانية ومحاولة إسقاطها. الاهتمام الفرنسي بربط العلويين بالشيعة! لذا فقد بدأت الاهتمامات الفرنسية بالعلويين في الشام من قبل إتفاقية سايكس بيكو، وتمثل ذلك في الدراسات الجغرافية والاجتماعية والدينية لمنطقة جبال الساحل السوري منذ نهاية القرن التاسع عشر كتلك التي وضعها الضابط الفرنسي كاهون، أو التي وضعها رينه دوسو... وقد دخلت القوات الفرنسية منطقة الساحل منذ عام 1919 أي قبل دخول غورو للشام بنحو سنة. لقد كانت الخطة الفرنسية في بعث العلويين وتهيئتهم ليكونوا ذراعها في سوريا بعد الاحتلال، تقوم على إعادة إنتاج العلويين وفك عزلتهم وتلميعهم وتقديمهم من خلال ربطهم بالشيعة، من جهة وتأمين القبول لهم بين أهل السنة من جهة أخرى. وقد مر تاريخ العلاقات بين العلويين والشيعة منذ مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا في أربع مراحل: مرحلة فك العزلة: وبدأت قبيل الاحتلال الفرنسي، وظهرت جلية مع الاحتلال الفرنسي بمحاولة الفرنسيين إبراز الشخصية العلوية وقطع صلتها بماضيها في أذهان المعاصرين من غير العلويين فاستحدثت لهم اسم (العلويين) لربطهم بشخص علي بن أبي طالب الذي له الاحترام والتقدير عند السنة والشيعة ليكون الاسم بديلًا عن اسم (النصيريين) المشتق من محمد بن نصير المكَفَّر عند الشيعة والسنة، ثم أوجدت لهم دويلة في منطقة الساحل وأطلقت عليها اسم (دولة العلويين) ثم دفعت أحد موظفيها العلويين (محمد غالب الطويل) لينتج أول كتاب عن تاريخ النصيريين بالاسم الجديد وهو (تاريخ العلويين)، أما الجهد الأكبر والأبعد تأثيرًا فقد قام به أحد الشيوخ النصيريين وهو (سليمان الأحمد) الذي وقع على كاهله عبء التسويق للعلويين في الأوساط الشيعية على أنهم شيعة اثنا عشريين منذ مطلع القرن العشرين لذا نستطيع أن نقرر أن سليمان الأحمد هو رائد التحالف الشيعي-العلوي الذي وصل إلى ما وصل إليه اليوم. وسليمان الأحمد (1866-1942م) من قرية الجبيلية (قضاء جبلة - محافظة اللاذقية) عاش في اللاذقية وزار كيليكيا، وبيروت صيدا والنجف وأقام في بعضها. درس الفقه الجعفري خاصة، والنحو، واشتغل بالتعليم في قرية ديفة والسلاطة. وعُين رئيسًا لمحكمة الاستئناف في عهد الملك فيصل، ثم أصبح مع حزب الكتلة ،وانتُخب عضوًا في المجمع العلمي العربي في دمشق. أنجب أربعة من الأولاد: محمد (بدوي الجبل)، وأحمد، وعلي، وفاطمة لم يكن سليمان الأحمد مجرد سياسي وأديب وفقيه جعفري ... بل كان عند قومه أحد أعظم شيوخ الدين العلويين في العصر الحديث ويطلقون عليه لقب "الشيخ الأمجد" وكان هو أول من بدأ في إنشاء العلاقات مع الشيعة والتسويق للعلويين بين الشيعة على أنهم اثنا عشريين وليسوا طائفة باطنية لذلك درس الفقه الجعفري وانشأ علاقات وثيقة مع معاصريه من مراجع الشيعة يدل عليها تلك القاءات والزيارات والتفاهمات التي حدثت بينه وبينهم، وقد ذكر عبد الرحمن الخير (1903-1982) جانبًا منها فقال: "في عام 1332/1914م قام العلامتان سليمان الأحمد وإبراهيم عبد اللطيف مرهج بزيارة إخوانهما من علماء المسلمين الجعفريين في لبنان ودامت المحادثات أيام عدة أسفرت عن تعارف مذهبي وتفاهم أخوي ومودة صادقة". لقد قام نشاط سليمان الأحمد على التقية فكان يظهر غير ما يبطن، فهو نصيري العقيدة بلا شك لكنه حاول استغلال الظروف لمصلحة قومه ليغير مواقف أهل السنة والشيعة منهم ويؤمن لهم قبولًا في تلك الأوساط على طريق الوصول إلى حكم سوريا الذي أصبح واقعا فيما بعد، ولم يكن حافظ الأسد هو أول من أوجد الحلف الإستراتيجي بين العلويين والشيعة بل كان الأسد من منجزات هذا التحالف الذي عمل عليه سليمان الأحمد، واعتمدته فرنسا منذ احتلال سوريا وإنشاء الدولة العلوية. ومما يؤكد أن سليمان الأحمد كان نصيري العقيدة - محكومًا بعقائد الأجداد والآباء- وأحد شيوخها ولم يكن ذلك الشيعي-الوطني كما أشاعوا عنه هو: 1. إن كان سليمان الأحمد شيعيًا جعفريًا فلماذا لم يبذل جهده في تحويل بني قومه إلى الجعفرية على وجه الحقيقة لا الدعاية والإعلان ؟ فلو كان سليمان الأحمد مقتنعًا بما كان يروج له لعمل عليه و لرأينا ثماره واقعًا في حين أن الواقع يقول إن العلويين قبل سليمان الأحمد هم نفسهم بعد سليمان الأحمد. 2. في مراسلات جرت بين محمد كرد علي والشيخ سليمان الأحمد، استفسر كرد علي من سليمان الأحمد عن عقائد النصيريين وأحوالهم. فأرسل له سليمان الأحمد رسالة فيهاالجواب ،قال فيها: «لا فرق بينهم وبين الإمامية إلا ما أوجبته السياسة والبيئة وعادات العشائر التي توارثها سكان الشام... إنما لهم طريقة كالنقشبندية والرفاعية وغيرهما من طرق الصوفية بالنسبة إلى أهل السنة. وهذا مصدر التقولات الباطلة عليهم... " والحقيقة أن سليمان الأحمد استعمل التقية في الرد وانسل من معتقده وبرَّأ نفسه وقومه من العقيدة النصيرية بينما في مراسلات سليمان الأحمد مع معاصره الشيخ النصيري صالح ناصر الحكيم فقد أقر بعقيدته النصيرية وتأليهه لعلي بن أبي طالب، ففي إحدى رسائله لصالح الحكيم قال له: "إن اصل عقيدة هذا المذهب و قاعدة أمره أن الصورة المرئية هي الغاية الكلية الظاهرة بالسبع قباب من هابيل إلى أمير المؤمنين هي هي الذات المعبود..." ثم يختم سليمان الأحمد رسالته لصالح الحكيم بأبيات من الشعر يختصر فيها معتقده كله بقوله: أشهد أن لا إله إلا علي الأنزع البطين ولا حجاب لديه إلا محمد الصادق الأمين ولا سبيل إليه إلا سلمان باب الهدى المبين وإضافة لما سبق فإن سليمان الأحمد هو صاحب الشرح الكبير لديوان الشاعر النصيري الكبير الحسن بن مكزون السنجاري، وكلا الديوان والشرح يدوران في مواضيعهما حول العقيدة النصيرية وأصولها وجزئياتها. 3. ذكروا أن سليمان الأحمد كان من المعادين للاستعمار الفرنسي و أعوانه و كان من المؤيدين للكتلة الوطنية. وإحدى الحقائق التاريخية هي أن العريضة التي رفعها أعيان الطائفة العلوية لحكومة اليهودي ليون بلوم و التي تطالب حكومة فرنسا بعدم الانسحاب من سوريا و تتباكى على يهود فلسطين ...كان من الموقعين عليها -إلى جانب سليمان الأسد جد حافظ- أحد أبناء سليمان الأحمد الشاعر المعروف بدوي الجبل باسم محمد سليمان الأحمد ،و لا ندري كيف يكون سليمان الأحمد معاديًا للفرنسيين و لإعوانهم و في نفس الوقت يكون ابنه من الغارقين في هذه العمالة للمستعمر و المطالبين ببقائه ،إلا إذا كان يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره. في الوقت الذي كان سليمان الأحمد يعمل على التقارب العلوي-الشيعي، ظهر في الأوساط الشيعية العربية شخصيتان كانتا سلفًا على علاقة وتواصل مع سليمان الأحمد، هما: محسن الأمين العاملي الذي هاجر من جبل عامل في لبنان ليقيم في دمشق في حي اليهود حيث الأقلية الشيعية هناك ليعمل على جمعها وتوعيتها، والشخصية الثانية هي عبد الحسين شرف الدين، الذي هاجر من العراق إلى جبل عامل في لبنان في نفس وقت هجرة الأمين ليعمل على جمع الشيعة في لبنان وتوعيتهم هناك، وبشكل أكيد كان هناك مراسلات بين الأطراف الثلاثة تناولت أمورًا شخصية و علمية وإن كان سليمان الأحمد هو رائد النهضة العلوية الحديثة فإن محسن الأمين هو رائد البعث الشيعي في سوريا، ولا يمكن الكلام عن تاريخ الشيعة في لبنان ونهضتهم المعاصرة دون الإقرار بأن عبد الحسين شرف الدين هو باعثها. ولم يكن ظهور هذا الثلاثي: الأحمد-الأمين-شرف الدين في وقت واحد وقيام الصلات فيما بينهم محض صدفة أبدًا وقد مات الثلاثي: الأحمد-الأمين-شرف الدين في فترات متقاربة عندما مات سليمان الأحمد سنة 1942م، مات وقد أوجد التواصل بين النصيرية والشيعة على مستوى النخب الفكرية وأقنع معاصريه من مراجع الشيعة كالأمين وشرف الدين ومحمد حسين كاشف الغطاء أنه وقومه جعفريون اثنا عشريون، وحصل من عبد الحسين شرف الدين على إجازة بالرواية عنه. أما جهود محسن الأمين الذي توفي سنة 1952م فقد أثمرت في ربط أكبر أقلية دينية في سوريا (العلويون) مع أصغر أقلية دينية (الشيعة) ونتج عن ذلك أن أصبح للشيعة وزير في حكومة البعث الطائفي عام 1966 . وفيما يخص النصيرية فقد كان أول من برئ ابن نصير والخصيبي والنصيرية من تهم الغلو التي وصمتهم بها كل المصادر الشيعية، وألحقهم بالشيعة في موسوعته المعروفة باسم "أعيان الشيعة". ولاحقًا مع مطلع السبعينيات سيظهر رجل دين شيعي عراقي هو حسن مهدي الشيرازي سينتقل من العراق إلى سوريا ليتابع ما بدأه الأمين حيث سيحيي مزار السيدة زينب وينشيء أول حوزة شيعية (الحوزة الزينبية) في سوريا أما عبد الحسين شرف الدين فقد بذر في لبنان بذور الصحوة الشيعية وعندما حانت وفاته سنة 1957هـ أوصى أن يخلفه إيراني هو موسى الصدر الذي استدعي من إيران على عجل وأعطي الجنسية اللبنانية بمرسوم رئاسي بشكل مريب خلافًا للأصول المتبعة في لبنان من حظر التجنيس إلا على الموارنة مرحلة تحقيق النسبة للتشيع مع بداية الستينيات من القرن الماضي حدثت تغيرات سياسية متزامنة في المنطقة، فقد تمرد الخميني في إيران على الشاه مفتتحًا عصر الثورة التي ستسقط الشاه وتأتي بالملالي الشيعي نهاية السبعينيات. وحدث الانقلاب الطائفي في سوريا 1963م الذي أوصل العلويين إلى الحكم بشخص جديد-عمران-ماخوس في عباءة حزب البعث. وقبله بسنتين حدث انقلاب العراق الذي أسقط الملكية في الوقت الذي بدأ فيه محمد باقر الصدر عمله في بعث الشيعة في العراق، وفي لبنان بدأ نجم موسى الصدر بالبزوغ خلفًا لشرف الدين ومن وراءه الشيعة، وما كان سليمان الأحمد قد أسسه من علاقات مع معاصريه الشيعة استمر به من جاء بعده مثل عبد اللطيف مرهج وعبد الرحمن الخير وعلي عزيز إيراهيم... من جانب العلويين ومعاصريهم من الشيعة: موسى الصدر، ومحسن الحكيم، وحسن مهدي الشيرازي، ومحمد حسين فضل الله... ، وقد ذكر الشيخ العلوي علي عزيز إبراهيم جانبًا من تلك العلاقات والمراسلات في تلك الفترة والتي تضمنت في بعضها معونات مالية وبعضها توجيهات وإرشادات من مراجع شيعيية عراقية ولبنانية على راسها موسى الصدر لشيوخ الطائفة النصيرية، وبعضها مديح وثناء وقد نتج عن تلك اللقاءات والزيارات التي بدأ بها سليمان الأحمد وسار على خطاها من جاء بعده تلك الفتاوى الشيعية التي اعتبرت العلويين من الشيعة الاثني عشرية بعد أن كانت كل المصار الشيعية تعتبرهم فرقة خارجة عن التشيع وعن الإسلام. ومن أمثلة هذه الفتاوى تلك التي أطلقها المرجع الشيعي حسن مهدي الشيرازي عام 1972م . و ما أفتى به موسى الصدر عام 1973م باعتباره العلويين من المسلمين وأنهم طائفة من الشيعة الاثني عشرية ليعطي المشروعية وقتها لحكم حافظ الأسد العلوي في سوريا بجعله مسلمًا شيعيًا كما ينص الدستور السوري وقتها من أن يكون دين رئيس الدولة هو الإسلام. ولم تأت الفتاوى الشيعية سالفة الذكر إلا بعد أن أصدر مشايخ الطائفة العلوية عام 1972م بيانًا أجمعوا فيه على أنهم طائفة شيعية تؤمن بما يؤمن به الاثني عشرية وتتعبد الله على مذهب جعفر الصادق وبفتوى الصدر وغيره من ملالي الشيعة مطلع السبعينيات زالت تلك الجفوة التي امتدت لقرون بين الاثني عشرية والنصيرية وحقق العلويون النسبة للشيعة، وأقول النسبة لا الانتساب إليهم، ذلك أنه لم يكن هدف العلويين التحول من النصيرية إلى الاثني عشرية وانما أن يُنسَبوا إلى الشيعة ليحققوا المشروعية لطائفتهم ويربطوا طائفتهم بأصل ديني معترف به. مرحلة التشارك والتعاضد اُفتتحت هذه المرحلة منذ مطلع السبعينيات حيث أخذ رجال الدين العلويين والشيعة بالتواري وتصدر المشهد سياسيون وعسكريون لكنهم مسيرون من قبل الدينيين، فبعد أن سيطر العلويون على حكم سوريا، اُصطنعت الظروف في لبنان لتسليمها إلى الشيعة، فكانت الحرب الأهلية منذ عام 1975 التي أرادوا من وراءها تفريغ لبنان من أي قوة سنية أو مسيحية، لصالح إفساح المجال للشيعة... وخلال هذه الفترة أسس موسى الصدر حركة المحرومين وجناحها المسلح (حركة امل) منذ عام 1975 كأول تنظيم شيعي مسلح في لبنان بواجهة علمانية مسيرة من رجل دين هو موسى الصدر برعاية علوية من قبل حافظ الأسد، وهذا ما صرح به لاحقًا نبيه بري عندما قال: « إن حركة امل لم تتسلم شيئًا على الإطلاق من أي إنسان خارج سوريا التي حصلنا منها على السلاح، أخذنا أسلحة ودبابات من سوريا وإمداداتي العسكرية كلها من سوريا، أنا لا أنكر ذلك». وبعد تأسيس (أمل) بدأت مرحلة احتلال بيروت الغربية ذات الغالبية السنية من قبل الشيعة بتخطيط من الصدر، وعندما زاد الضغط من قبل الشيعة على بيروت الغربية في السنوات التالية، شكى وفد سني من بيروت لحافظ الأسد ما يقوم به الشيعة من استيلاء على الأراضي والممتلكات، فقال لهم إنه هو نفسه كان فلاحًا أطاح بسلطة وجهاء المدن. وعندما دخلت القوات السورية لبنان عام 1976 كانت الأوامر واضحة وصريحة من موسى الصدر للشيعة بأن لا يقف أحد مع الجبهة الوطنية التي يقودها كمال جنبلاط ضد الأسد. مرحلة التوحد في عام 1978 أخرج العراق الخميني من أراضيه فتلقى عرضًا من الأسد أن يقيم في سوريا لكن الخميني آثر فرنسا لغاية في نفسه أو في نفس من وراءه. حدث هذا بعد شهر من مقتل موسى الصدر الذي وقع في 31 اب 1978، وبعد هذا الحدث بستة شهور كان الخميني على متن طائرة فرنسية متوجهة إلى طهران ليكون على قمة السلطة هناك مستفتحًا عصر ولاية الفقيه. لقد كان كلًا من الأسد والقذافي وأطراف أخرى خفية هي وراء قتل موسى الصدر والهدف هو إفساح المجال للخميني، ذلك أنه في ذلك الوقت كان الصدر أشهر شخصية شيعية وكانت طموحاته تتعدى زعامة شيعة لبنان إلى زعامة الشيعة في العالم، ولم يكن من طريقة لإزاحة الصدر وإفساح المجال للخميني سوى بالتخلص من الصدر وهذا ماكان. وتبع ذلك بعد فترة تفكيك حركة امل لصالح التيار الخميني المتدثر بدثار امل فانشق الخمينيون عن «امل الصدر» وشكلوا «امل الإسلامية» بزعامة حسين الموسوي ثم لم يلبثوا أن غيروا الاسم إلى «حزب الله» الذي أعلنها بلا مواربة انه يتبع ولاية الفقيه الممثلة بآية الله الخميني، كان ذلك عشية الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وبموافقة من الأسد وتسهيلات منه أدارت السفارة الإيرانية (علي محتشمي) في دمشق حزب الله ومولته ودربته من خلال قوات الحرس الثوري الإيراني التي سمح لها الأسد أن تفتتح معسكرات التدريب للشيعة في البقاع فصار لإيران جيبًا في لبنان وأصبح الحزب الشيعي الخميني ذراعًا لها استطاعت اعتمادًا عليه السيطرة على لبنان وتحويله إلى محمية إيرانية شيعية. وعلى الجانب الآخر من سوريا من الشرق اندلعت الحرب الإيرانية العراقية مع مقدم الخميني للسلطة، وخلافًا لما تقتضيه مباديء حزب البعث الحاكم في سوريا والعراق من ضرورة مؤازرة الأخ العربي انسجاما مع مباديء حزب البعث فإن الأسد العلوي آثر الخميني الفارسي الشيعي على العربي ولا شك أن العامل العقائدي (الديني) كان أحد العوامل المهمة وراء دعم الخميني وإيران ضد صدام حسين والعراق، ولم يكن دعم الأسد لإيران مقتصرًا على الإعلام بل شارك في الحرب بشكل مباشر فتحولت سوريا إلى ممر للأسلحة السوفيتية المتوجهة إلى إيران، وقاعدة لاستقطاب الشيعة وتدريبهم قبل عبورهم إلى إيران، وتحول الاقتصاد السوري إلى مؤازر للاقتصاد الإيراني، وقيل أن الطائرات السورية شاركت في نهايات الحرب في قصف أهداف عراقية لصالح إيران وهكذا وبرعاية ومساعدة من الأسد استطاعت إيران الخمينية أن تمد جسرًا إلى قلب العالم العربي لتصبح ركنًا أساسيا فيه، وما فعله الأسد كان نظير ما فعله الشيعي ابن العلقمي عندما اغرى هولاكو باجتياح العراق فانساحت قوات المغول في العالم العربي ناشرة الخراب كما انساح النفوذ الإيراني اليوم معيدًا نفس الخراب. هيمنة إيرانية وحلف استراتيجي! إن ما بدأه شيوخ العلويين والشيعة من علاقات وروابط مطلع القرن العشرين أثمر في فترة الثمانينيات والتسعينيات عن حلف استراتيجي بعيد المدى جمع الشيعة ممثلين بإيران وأحزابها المسلحة في المنطقة، والعلويين ممثلين بحكام سوريا، هذا الحلف تحول بعد العام 2000م إلى هيمنة إيرانية على سوريا بموافقة ورضا بشار الأسد بحيث تحولت سوريا إلى محمية إيرانية يتبادل فيها العلويون والشيعة أسباب وجودهم وبقائهم، فبقاء إيران ومشروعها الشيعي الصفوي كقوة ونفوذ في المشرق العربي يرتبط إلى حد بعيد ببقاء العلويين حاكمين ومهيمنين على سوريا، وبقاء العلويين في حكم سوريا يستمد بقاءه من قوة إيران ووجودها، وهذا الوضع موافق عليه أوربيًا وأمريكيًا وإسرائيليًا فأن تُحكم المنطقة بأقليات طائفية هو الوضع الأمثل الذي يضمن أمن إسرائيل ومصالح الغرب الاقتصادية والعسكرية ويبقي المنطقة في حالة توتر دائم يستنزف إمكانياتها ويمنعها من النهوض. يقول «روبرت دريفوس» صاحب كتاب «لعبة الشيطان»: إن إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين والشيعة... وهناك دراسات عديدة في مراكز الأبحاث توصي بالتعامل مع الإسلاميين الشيعة لأنهم يمكن الوثوق بهم على خلاف الإسلاميين السنة.. بل يدعو باحثون مثل ريتشارد بيرل ودانييل بليتكا لقيام جمهوريات شيعية في المنطقة ... وتسليم المنطقة للأقليات بصفتهم حلفاء موثوقين هو الاستثمار الذي عملت عليه الدول الاوربية منذ احتلالها للمنطقة وقد أصبح اليوم حقيقة، ولا مجال لإسقاط هذا المشروع إلا بكسر العمود الفقري لإيران (العلويين) أو كسر العمود الفقري للعلويين (إيران). المصادر: رجال الكشي-ص323-طبعة حجرية-مكتبة جامعة كولومبيا. الموسوعة الشعرية العربية- ديوان الخصيبي –ص 20-مؤسسة محمد بن راشد 2009 ديوان الخصيبي – ص 29 ديوان الخصيبي-ص48 إبراهيم مرهج-شرح ديوان المنتجب-ص172-مخطوط سيد قطب، العدالة الاجتماعية في الإسلام، دار الشروق، ص 149 الموقع الإلكتروني لمعجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين إبراهيم مرهج-شرح ديوان المنتجب العاني-ص203-مخطوط عبد الرحمن الخير-عقيدتنا وواقعنا نحن المسلمين الجعفريين-ص39-ط3-1992 محمد كرد علي-خطط الشام-ج6-ص261-263 إبراهيم سعود-الأدلة النقلية-ص98 وما بعدها-مخطوط سجلات وزارة الخارجية الفرنسية رقم 3547 تاريخ 15/ 6 / 1936 كثير من المواقع العلوية في الإنترنت نشرت جانبا من المراسلات بين الأحمد ومعاصريه من علماء الشيعة البعث الشيعي في سوريا-ص27-المعهد الدولي للدراسات السورية عبد المنعم شفيق-حزب الله رؤية مغايرة-ص24 علي عزيز إبراهيم- العلويون والتشيع- ص1 وما بعدها –الدار الإسلامية-بيروت1992 راجع نص الفتوى عند منير الشريف-المسلمون العلويون من هم وأين هم-ص8-مؤسسة البلاغ-ط1-1994 البعث الشيعي في سوريا-ص33 راجع تفاصيل هذا البيان وأسماء الموقعين عليه والذي قدم له حسن مهدي الشيرازي (منير الشريف-المسلمون العلويون من هم وأين هم-ص7 وما بعدها-ط1) عبد المنعم شفيق-حزب الله رؤية مغايرة-ص60 نفس المصدر السابق-ص59 البعث الشيعي في سوريا-ص37 نفس المصدر السابق-ص37 مجلة الوطن العربي- العدد 1514-10/3/2006 * باحث سوري متخصص في دراسة تاريخ وعقائد النصيرية 12345
/يوتيوب طريق السُنّة/
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire